Tuesday, February 28, 2006

وجوب اتباع أوامر الله ونبيه صلى الله عليه وسلم والبعد عن ما نهوا عنه

إن الحمد لله نحمده ونستيعنه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد:

فاعلم وفقني الله وإياك: أن الله سبحانه وتعالى قد امتنّ على عباده إذ أرسل إليهم رُسُلاً من أنفسهم ليبيّنوا لهم شرعه؛ أوامره ونواهيه، وقد قاموا بإبلاغ الرسالة وأداءِ الأمانة، وعلى رأسهم النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، فهو خاتم الرسل والنبيين وسيد البشر صلى الله عليه وسلم.

واعلم أن الذي جاء به النبي محمد عليه الصلاة والسلام من ربه هو: القرآن: وهو كلام الله، والسنة : وهي كل ما صحّ عن النبي عليه الصلاة والسلام من قول أو فعل أو صفة أو تقرير. وكِلاهُما وحيٌ من الله عزّ وجلّ، والواجب نحو السنة الثابتة، كالواجب نحو القرآن من حيث القبول، الانصياع ولا فرق.

هذا هو فهم الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، وهم أعلم وأدرى بشرع الله تعالى من غيرهم ممن بعدهم، فهم الذين شهدوا التنزيل ورأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يطبق الدين، فسمعوا وأطاعوا، ولهذا جعل الله عز وجل إيمانهم ومُعتقدهم علامة يفلحُ من يتبعها ويحذو وراءها، قال تعالى: "فإن ءامنوا بمثل ما ءامنتم به فقد اهتدوا" (البقرة: 137).

ومما اعتقده الصحابة الكرام وساروا عليه: أنه لا فرق بين القرآن والسنة من حيث تشريع الأحكام، بمعنى: أن الأمر الذي يأتيهم عن طريق السنة يأخذون به ينصاعون له، كما ينصاعون للأمر الذي يأتيهم في القرآن. وأضرب على هذا مثالاً واحداً: فقد جاء في الحديث الذي اتفق على روايته البخاري ومسلم 5538 واللفظ له (كتاب: اللباس، باب: تحريم فعل الواصلة...) أنّ ابن مسعود رضي الله عنه قال: لعن الله الواشِمات والمُستوشِمات والنامِصات والمُتنمِّصات والمُتفلِّجات للحسن المغيرات خلق الله، فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يُقال لها أم يعقوب وكانت تقرأ القرآن فأتته فقالت: ما حديث بلغني عنك أنك لعنت الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله، فقال ‏عبد الله: وما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في كتاب الله، فقالت المرأة: لقد قرأتُ ما بين لوحي المصحف فما وجدته، فقال ابن مسعود: لئِن كنتِ قرأتيه لقد وجدتيه. قال الله عز وجل: "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" (الحشر: 7).

فانظر أيها القارئ اللبيب كيف جعل ابن مسعود رضي الله عنه حكم تحريم النمص وغيره موجود ومذكور في القرآن، مع أن لفظه ليس فيه بل في السنة، وسبب ذلك أنّ الله قد أمرنا بإتباع السنة في قوله تعالى: "قُل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول" (النور: 54) وعليه فطاعة ما جاء في السنة وأوامرها هو طاعة للقرآن وأوامره وما جاء في السنة من أحكام هو حكم القرآن.
.
ومن هنا نعلم خطاء من إذا واجهناه بحكم السنة -كإطلاق اللحية- اعترض وقال: هل هذا في القرآن؟! فهذا خطأ وجهل من صاحبه لا يرضاه رب العباد، لأنه لا فرق بين ما جاء في السنة والقرآن من حيث تشريع الأحكام والإنصايع لها.

2 comments:

H2O said...

well said bro ^_^
fe wayed ye3rfoon ena el nam9 7ram o yeswoon o fe nas yeftoon 3a kaifhoum awona el nam9 elie el rasool mentioed it fe el 7adeth ena naz3 kaml el 7ajb o rasmah :S madrie laish yefsroon el 7adeth 3a kaifhom ,, Allah yehdie el jmeee3
may Allah bless ur soul bro
btw :D I got new blog plz check it

Bu Thyab said...

Allah yehdey 2ommat M7ammad, wo blesses ur soul too, thnx alot :D

I checked it... V_V

soooooooooooooo AmAzInG *speechless*

bas mob 2a7san 3anny, ofcourse :D