Tuesday, February 28, 2006

زيد بن عمرو بن نفيل

قال ابن إسحاق: واجتمعت قريش يوما في عيد لهم عند صنم من أصنامهم كانوا يعظمونه وينحرون له ويعكفون عنده ويديرون به، وكان ذلك عيداً لهم في كل سنة يوما، فخلص منهم أربعة نفر نجيا، ثم قال بعضهم لبعض: تصادقوا وليكتم بعضكم على بعض. قالوا: أجل. وهم ورقة بن نوفل بن أسد، وعبيد الله بن جحش بن خزيمة (أمه أميمة بنت عبد المطلب)، وعثمان بن الحويرث بن أسد، وزيد بن عمرو بن نفيل. فقال بعضهم لبعض: تعلموا والله ما قومكم على شيء لقد أخطؤوا دين أبيهم إبراهيم ما حجر نطيف به لا يسمع ولا يبصر ولا يضر ولا ينفع يا قوم التمسوا لأنفسكم دينا، فإنكم والله ما أنتم على شيء. فتفرقوا في البلدان يلتمسون الحنيفية دين إبراهيم عليه السلام.

وقف زيد بن عمرو بن نفيل لم يدخل في يهودية ولا نصرانية وفارق دين قومه. فاعتزل الأوثان والميتة والدم والذبائح التي تذبح على الأوثان ونهى عن قتل الموءودة وقال أعبد رب إبراهيم، وبادى قومه بعيب ما هم عليه.

قال ابن إسحاق: وحدثني هشام بن عروة عن أبيه عن أمه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل شيخا كبيرا مسندا ظهره إلى الكعبة، وهو يقول: يا معشر قريش، والذي نفس زيد بن عمرو بيده ما أصبح منكم أحد على دين إبراهيم غيري. ثم يقول: اللهم لو أني أعلم أي الوجوه أحب إليك عبدتك به ولكني لا أعلمه. ثم يسجد على راحته.

قال ابن إسحاق: وحدثت أن ابنه سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وعمر بن الخطاب (وهو ابن عمه) قالا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أتستغفر لزيد بن عمرو ؟ قال: نعم فإنه يبعث أمة وحده.

شعر زيد في فراق دين قومه:
وقال زيد بن عمرو بن نفيل في فراق دين قومه وما كان لقي منهم في ذلك:

أربا واحدا أم ألف رب / \ / \ / \
أدين إذا تقسمت الأمور
عزلت اللات والعزى جميعا
/ \ / \ / \
كذلك يفعل الجلد الصبور
فلا العزى أدين ولا ابنتيها
/ \ / \ / \
ولا صنمي بني عمرو أزور
ولا هبلا أدين وكان ربا
/ \ / \ / \
لنا في الدهر إذ حلمي يسير
عجبت وفي الليالي معجبات
/ \ / \ / \
وفي الأيام يعرفها البصير
بأن الله قد أفنى رجالا
/ \ / \ / \
كثيرا كان شأنهم الفجور
وأبقى آخرين ببر قوم
/ \ / \ / \
فيربل منهم الطفل الصغير
وبينا المرء يفتر ثاب يوما
/ \ / \ / \
كما يتروح الغصن المطير
ولكن أعبد الرحمن ربي
/ \ / \ / \
ليغفر ذنبي الرب الغفور
فتقوى الله ربكم احفظوها
/ \ / \ / \
متى ما تحفظوها لا تبوروا
ترى الأبرار دارهم جنان
/ \ / \ / \
وللكفار حامية سعير
وخزي في الحياة وإن يموتوا
/ \ / \ / \
يلاقوا ما تضيق به الصدور

No comments: